فلسطين 2

فلسطين
الحصار - الازمة - المفاوضات
الجزء الثاني

قدمت في مقدمة هذا المقال فكرة موجزة عن عمر الصراع الفلسطيني الذي هو في عامه الثاني بعد المئة ، وادخل الان في صلب الموضوع وابدأ بالحصار ! وحصار فلسطين بدأ فعليا منذ بدأ الانتداب البريطاني تنفيذ السياسة الصهيونية تطبيقا لمقررات المؤتمرالصهيوني في العام 1895 وتنفيذا لوعد بلفور في العام 1922 ، عندها بدأت قوات الاحتلال البريطاني بفرض حظر شامل وكامل على كل ما يمكن ان يستعمله الفلسطيني لمقاومة الاحتلال البريطاني ولمكافحة ما يسمى بالاستيطان (الاغتصاب ) الصهيوني للاراضي الفلسطينية . وامتد هذا الحصار حتى يومنا هذا ، ورغم ذلك اوجد الفلسطينيون الثغرات اللازمة اختراقا للحصار للحصول على التمويل اللازم للتسلح وتأمين مستلزمات المقاومة ولضمان استمراريتها. واذكر في هذا الشأن ان والدى رحمه الله واسكنه فسيح جنانه انتقل الى جوار ربه في العام 1964 وهو مازال ينتظر بعض قطع السلاح التي دفع ثمنها في الاربعينات من هذا القرن والتي لم تصل حتى الان، ولكن ولشديد الاسف فقد كان الحصار مفروضا من قبل اعداء فلسطين والامتين العربية والاسلامية . على كل ما هو فلسطيني
اوعربي.اما الان ومنذ خمسة عشر عاما ويا لشديد الاسف اصبح الحصار مزدوجا فحصار الاعداء وحصار الاصدقاء، والاخطر ما فيه هو الحصار العربي ، لان العالم العربي هو الاب والام والاخ والصديق ،وهو العمق الجغرافي والعمق الاستراتيجي لفلسطين وهو منفذ ومصدر التمويل والتسلح .

هذا الوضع فرض مزيدا من التعقيد والصعوبة على الفلسطينيين ليس من اجل المقاومة فحسب بل ومن اجل حتى العيش الطبيعي . والمؤسف والمؤلم ان هذا الحصار العربي ليس نابعا من قناعة عربية بل عن خنوع وخضوع لارادة الاجنبي ، ويكاد هذا الامر ان يحول الاخوة العربية الى عداوة محلية ويصبح الصراع فلسطينيا عربيا بدلا من ان يكون صراعا عربيا صهيونيا . واريد ان اذكر خاصة رجال الاعلام والصحافة المكتوبة والمقروءة ان يرجعوا الى القائمة العربية السوداء والتي صدرت في العام 1973 والتي كان ترتيب الاعداء فيها يقول ان الولايات المتحدة الامريكية هي العدو الاول وبريطانيا هي العدو الثاني .

اذن فهذا الواقع الجديد خلق " ازمة " في الحياة الفلسطينية فبدلا من ان يزداد الدعم لفلسطين لمواجهة زيادة الدعم للصهاينة المحتلين ،وانظروا مثلا كيف ان امريكا قررت منح الصهاينة 30 (ثلاثين مليار دولار) .لزيادة ودعم التسلح وتشجيع الصهاينة على التشبث .
هذه الازمة قسمت الفلسطينيين الى قسمين : قسم المفاوضات ولا يمثل سوى قيادات السلطة وبعض المتطفلين والانتهازيين الذين استهواهم استمرار لبس ربطات العنق والاستعراض امام كاميرات الصحافة والقنوات الفضائية ، وقسم المقاومة والذى يضم ابناء فتح العاصفة وشهداء الاقصى وحماس والجهاد وفتح الياسر ولجان المقاومة الشعبية وبعض الفصائل الاخرى .فقسم المفاوضات هو الذى يقبل المفاوضات مع السارق المغتصب المحتل ويرفض التفاوض مع اخيه المقاوم . وقسم المقاومة والممانعة فهو يرفض الاعتراف باي احتلال او محتل ولا يحتاج الى مفاوضات مع الاخ والشقيق لانه يفترض ان لاحاجة لمفاوضات مع رفيق سلاح اورفيق جهاد لان الهدف واحد . فما المشكلة اذن؟

ايها الاخوة اينما كنتم
عندما يكون الهدف واحدا فاننا نحتاج الى تشاور وتفاهم لتدعيم المواقف في وجه العدو لا الى مفاوضات غير معروفة الاسباب والدوافع والاهداف ولا تؤدى الاّ الى اعطاء الوقت والفرصة تلو الفرصة للعدو لتحصين نفسه واقامة الامر الواقع على الارض بزراعة كل شبر من ارض فلسطين بالمغتصبات والمغتصبين .

اذن ما الحاجة الى حلقة وسلسلة المفاوضات التي لن تنتهي بين الاخوة . اننا لانرى من جانب السلطة سوى طلب واحد وهو الاقرار بسقوط فلسطين وقضيتها والتوقف عن اي شكل من اشكال الممانعة والمقاومة والموافقة على التنازل عن كل حق في فلسطين أوالرضوخ لمبتغى المعتدي بالعيش خارج الوطن دون هوية حقيقية ودون جنسي اصلية ... فهل يقبل احد منكم ان يعيش هكذا ؟

ان اجابتكم ب نعم او ب لا ! هي التي ستحدد ما اذا كنا بحاجة الى المفاوضات او الى تشاور لنجد وسائل القوة لانهاء الحصار ، ولاستمرار المقاومة ، وانجاز هدف التحرير ومن ثم العودة .

اما جوابي انا فهو:

الى الذين يصرون على المفاوضات لاجل ان يحصلوا على تنازل عن فلسطين او حتى عن ذرة تراب من قريتي الصغيرة ، اقول لهم ستصابون بالاحباط واليأس وسوف تضطرون الى العودة الى احضان شعبكم ووطنكم، وليكن ذلك قبل فوات الاوان، اوستنتحرون !

ومن هذا المنطلق اجدد عهدى ووعدي بان اعود الى فلسطين مهما طال الزمن اوقصر ومهما شيدوا من حصون أوجدر. ساعود باذ ن الله ، واما ما يقال عن التوطين، فاقول ، لو اعطوني الكرة الارضية كلها بمشرقيها ومغربيها بجبالها وقطبيها لتكون بديلا عن فلسطين فلن اقبل ، ولو قالوا بيمينك الشمس وبشمالك القمر فلن اقبل ، ولو قالوا لك الدولار والين ولك الريال واليورو فلن اقبل .
واوصي ابنائي من بعدي ليكونوا على هذا العهد والوعد .
وكما عدت اليك بروحي ساعود اليك بجسدى وبابنائي واحفادي او احفاد احفادي يا فلسطين ساعود ، ساعود ، ساعود باذن الله.

وانتم ماهو جوابكم ؟!

المجد والخلود للشهداء الابرار، والحرية للاسرى الاحرار، والنصر المؤزر للثوار .

عاشت فلسطين حرة عربية ابية من البحر الى النهر .

ملاحظة: ارجو من الاخوة زوار هذا الموقع ان يدخلوا ايضا على كل الروابط في هذا الموقع ليتمكنوا من ان يعيشوا في فلسطين حتى لو لم يدخلوها وحتى تعيش فلسطين في داخلهم ولا تغادر.

ملاحظة : اعيد تثبيت مقالي هذا على موقع بلدتنا الحبيبة الخيمة ، بمناسبة الذكرى الاولى لانتصار فلسطين في معركة غزة "العزة" وبسبب تشديد الحصار والعدوان على وطننا وعلى اخوتنا الاحبة في غزة هاشم ، والمباشرة باقامة الجدار الفولاذي بين غزة فلسطين وبين الشقيقة مصر واقامة الجدار الالكتروني بين فلسطين التاريخية والشقيقة مصر. راجيا واملا من كل من يطلع عليه او يقرأه ان يجدد القسم والعهد والوعد بالعودة ، وان يعمل ما في وسعه لنصرة فلسطين واهلها لفلك حصارها وعودتها . وعشتم وعاشت فلسطين .

[b]

</A>

[/b]

يعطيك العافيه